توقف الوزن أثناء الرجيم

إن توقف نزول الوزن، أو ثبات الوزن، أو ما يعرف بهضبة فقدان الوزن (بالإنجليزية: Weight-loss plateau) هي مرحلة من الشائع المرور بها خلال رحلة فقدان الوزن،[١] حيث من الممكن أن تستمر هذه الحالة من عدّة أيام إلى أربعة أسابيع، في حين قد تمتد لأكثر من ذلك في حال عدم إحداث التغيير المطلوب للجسم، أما عن الأوقات التي غالباً ما يبدأ فيها توقف نزول الوزن فهي كما يأتي:[٢][٣][٤] 

  • بعد 6 شهور من اتباع الرجيم، وذلك تبعاً لمراجعة منهجية لـ 80 دراسة حول خسارة الوزن.
  • عند محاولة خسارة الكيلوغرامات الأخيرة المتبقية للوزن المطلوب.
  • بعد خسارة الكيلوغرامات الأولى عند البعض.


أسباب توقف نزول الوزن أثناء الرجيم

قبل الشعور بالإحباط من توقف نزول الوزن لابد من معرفة السبب الذي أدى إلى هذا التوقف، وذلك للتمكن من حله، وكيفية تجنبه في المرات القادمة،[١] إلا أن هذه الأسباب ما زالت بحاجة للمزيد من الدراسة، ولكن فيما يأتي توضيح لأكثرها شيوعاً:

  • نظرية النقطة المحددة: تقترح نظرية النقطة المحددة (بالإنجليزية: Set point theory) أن الجسم يحاول بشكل طبيعي الحفاظ على وزن معين يُشكل نقطة الراحة له، وذلك قد يكون سبب ظهور وزن معين مرارًا وتكرارًا بعد المحاولات المختلفة لتغييره.[٥]
  • اعتياد الجسم على الروتين: قد يعتاد الجسم على الحمية أو التمارين الرياضية بعد عدة أسابيع من اتباعها.[٦]
  • الحل المقترح: إحداث تغيير مستمر بين الحين والآخر أمر ضروري للتغلب على هذا الروتين وليس فقط بتناول الوجبة المفتوحة، ولكن قد يساعدك اختصاصي التغذية ومدرب الرياضة في هذا الشأن.
  • فقدان الدافع لخسارة الوزن: عند البدء باتباع أي حمية أو نظام غذائي جديد يكون الشخص مندفعاً ومتحمساً لما سيراه من نتائج، ولكن من الممكن أن تجري الأمور بطريقة معاكسة فيصل الإنسان إلى الإحباط وعدم وجود دافع للاستمرارية، فبذلك قد يتوقف الشخص عن اتباع النظام الغذائي مما يؤدي إلى توقف نزول الوزن.[٧]
  • الحل المقترح: تحديد أهداف قصيرة المدى؛ فمثلاً يمكن تقسيم خسارة 15 كيلوغراماً على 4 شهور بدلاً من التفكير في خسارتها خلال شهرين، ولا بد من تقدير الشخص للوزن الذي فقده في هذه المرحلة وعدم إهمال هذا الإنجاز.
  • اكتساب كتلة عضلية: يتوزع وزن الجسم بين الكتلة العضلية والكتلة الدهنية، إذ في حين أن الجسم يخسر من الكتلة الدهنية خلال مرحلة نزول الوزن، إلا أنه قد يكسب كتلة عضلية في حالة ممارسة التمارين الرياضية، ونتيجةً لذلك قد يظهر أن الوزن ثبت على وزن معين، إلا أن الحقيقة غير ذلك فقد اكتسب الجسم وزن من العضلات بدلاً من الدهون التي خسرها، وهذا هو الهدف الأساسي من محاولة الوصول للجسم المثالي.[٨]
  • الحل المقترح: من الأفضل تقييم تقدُم خسارة وزن الجسم تبعاً لقياساته؛ مثل ملاحظة الاختلاف في قياسات الجسم، كما يمكن استخدام أجهزة تحليل مكونات الجسم بين الحين والآخر.
  • احتباس الماء: يمكن أن يحدث ثبات الوزن نتيجةً لاحتباس السوائل، والذي يعود لعدة أسباب من ضمنها أنواع الطعام المتناولة، أو تغيرات هرمونية خاصة لدى النساء.[٩]
  • الحل المقترح: شرب كميات كافية من الماء للتخلص من الأملاح الزائدة في الجسم،[١٠] كما أنّه من الأفضل تقييم تقدم الجسم على أساس قياساته، كما يمكن استخدام أجهزة تحليل مكونات الجسم بين الحين والآخر.[١١]
  • تناول عدد قليل من السعرات الحرارية أو تناول عدد كبير يفوق الاحتياجات اليومية: على الرغم من أن التقليل من السعرات الحرارية المستهلكة يؤدي إلى نزول الوزن، إلا أنّ الانخفاض الكبير في كميات الطعام المتناولة، أو تخطي الوجبات، أو اتباع الحميات القاسية والنقص في السعرات الحرارية، قد يؤدي إلى اكتساب الوزن بدلاً من خسارته، وذلك لأن الجسم يحافظ على السعرات الحرارية، ولا يستهلكها للمحافظة على طاقة كافية تقابل احتياجاته،[١٢] وعلى العكس من ذلك يمكن أن يكون السبب وراء ثبات الوزن هو تناول سعرات حرارية إضافية؛ فإما أن تقدير الحصص الغذائية خاطئ، أو أنّ الشخص يتناول نفس السعرات الحرارية التي كان يحصل عليها في بداية الرجيم قبل خسارة الوزن ولم يُقللها.[١٣]
  • الحل المقترح: حساب عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم بين الحين والآخر، وإنقاصها بمقدار يتراوح بين 500 إلى 1000 سعرة حرارية يومياً وليس أكثر، والتأكد في جميع الأحوال من تجنّب خفض السعرات الحرارية المستهلكة يومياً إلى أقل من 1200 سعرة حرارية،[١٤] وفي حال كان تقدير الحصص الغذائية خاطئ، فمن الأفضل كتابة الكميات على مذكرة للطعام وعرضها على أخصائي تغذية للتأكد من فهمها.[١٥]"احسب سعراتك الحرارية"
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية أو المبالغة في ممارستها: خلال فقدان الوزن يخسر الجسم الدهون وجزءًا من العضلات كما ذكرنا سابقاً، وفي حال الالتزام بخفض السعرات الحرارية وعدم ممارسة التمارين الرياضية بالمقابل، فمن الممكن أن يتسبب ذلك بخسارة أكبر في الكتلة العضلية، مما يعني انخفاض معدل الأيض بشكل أكبر، وبالتالي فإن ممارسة التمارين الرياضية تُساهم في الحفاظ على الكتلة العضلية، وتُحفز خسارة الدهون، وتُقلل من خطر انخفاض معدل الأيض بشكل كبير؛ على سبيل المثال يمكن ممارسة التمارين الهوائية وتمارين المقاومة عدة مرات في الأسبوع لتحفيز بناء كتلة عضلية، وعلى العكس من ذلك؛ فإن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يتسبّب ببعض المشاكل على المدى الطويل، مثل؛ الإجهاد أو التوتر، فإجبار الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية بالرياضة هو أمر غير فعّال وغير صحي.[١٦]
  • الحل المقترح: الالتزام بجدول تمارين رياضية مناسب وغير مبالغ فيه.[١٧]
  • عدم تناول كميات كافية من البروتينات: مما يُسبب انخفاض معدلات الأيض، وزيادة الشعور بالجوع، وارتفاع خطر فقدان الكتلة العضلية.[١٨]
  • الحل المقترح: تناول كميات كافية من البروتينات؛ كاللحوم بأنواعها، والبيض، والبقوليات، والألبان ومنتجاتها.
  • ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم: وهو هرمون يُفرَز عند تعرّض الجسم للتوتر والإجهاد، ويُساهم في رفع مستويات هرمون الإنسولين، وزيادة تخزين الدهون حول البطن، بالإضافة إلى احتمالية زيادة الشهية،[١٩] ومن الجدير بالذكر أنّ التوتر وعدم الحرص على النوم يؤثر سلبًا على زيادة الوزن ويؤدي إلى رفع مستويات هرمون الكورتيزول.[٢٠]
  • الحل المُقترح: الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة والتقليل من التوتر.
  • أسباب طبية: كمن يعانون من مشاكل الغدة الدرقية، أو الغدة الكظرية، أو مقاومة الإنسولين، أو متلازمة تكيس المبايض عند النساء، وفي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وكذلك من يتناولون بعض الأدوية؛ كالأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية السكري، وحبوب منع الحمل وغيرها.[٢١]
  • الحل المقترح: وجود أي من الحالات الصحية السابقة لا يعني فقدان الأمل في نزول الوزن، وإنما المتابعة المستمرة عند المختصين لمعرفة السبب الرئيسي ومعالجته، إذ لا يجب التوقف عن تناول الأدوية إذا تسببت في توقف نزول الوزن، وإنما يجب استشارة الطبيب لتغيير الجرعة أو وصف دواء آخر حسب ما هو مناسب.[٢٢]
  • أسباب أُخرى: قد يتوقف الجسم عن نزول الوزن في حالات الحمل أو الرضاعة الطبيعية، أو عند التوقف عن التدخين.[٢٣]


عوامل تؤثر على نزول الوزن أثناء الرجيم

ثبات الوزن هي مرحلة طبيعية خلال رحلة فقدان الوزن، وتحدث للجميع تقريباً،[٢٤] كم أن الجسم يحتاج لمدة زمنية كافية للوصول إلى النتائج المطلوبة، لذا لا يجب التخلي عن خطة إنقاص الوزن لمجرد توقف نزول الوزن، إذ لا بد من إدراك حقيقة أنّ تقليل الوزن يتأثر بالعديد من الظروف؛ كالعوامل:[٢٥]

  • النفسية. 
  • البيئية. 
  • الهرمونية. 
  • السلوكية.


إذا لم يتمكن الشخص من تجاوز مرحلة إنقاص الوزن، يمكن التحدث مع الطبيب أو اختصاصي التغذية حول الأساليب الأُخرى التي يمكن تجربتها، ولا بد من أن يكون هناك تقدِيراً للجهود المبذولة والوزن المفقود وعدم إهمال هذا الإنجاز كما ذكرنا سابقاً، فبمجرد التخلي عن العادات السيئة السابقة وزيادة النشاط البدني تتحسن الصحة، فربما يكون الرقم الذي يسعى الإنسان للحصول عليه غير مناسب له، ولكن لا بد من عدم الاستسلام أو العودة إلى العادات الغذائية القديمة، بل الاحتفال بالنجاح ومواصلة الجهود للحفاظ على فقدان الوزن.[٢٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "Getting past a weight-loss plateau", mayoclinic, 25/2/2020, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  2. Kathleen M. Zelman, "Weight Loss: Plateau No More", webmd, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  3. Danielle C. Tworek, "How Long Do Weight Loss Plateaus Last?", livestrong, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  4. Eleese Cunningham (1/12/2011), "How Can I Help My Client Who Is Experiencing a Weight-Loss Plateau?", jandonline, Issue 12, Folder 111, Page 1966. Edited.
  5. "Understanding weight loss plateaus", dickinson, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  6. Paige Waehner (17/7/2019), "How to Fix a Weight Loss Plateau", verywellfit, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  7. Franziska Spritzler (27/2/2017), "14 Simple Ways to Break Through a Weight Loss Plateau", healthline, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  8. Hrefna Palsdottir (31/7/2018), "6 Simple Ways to Reduce Water Retention", healthline, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  9. Franziska Spritzler (8/8/2016), "15 Common Mistakes When Trying to Lose Weight", healthline, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  10. Annie Hayes (23/9/2020), "Running for weight loss: your essential guide", netdoctor, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  11. Carol Sorgen, "Why Aren't You Losing Weight?", webmd, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  12. Jessica Caporuscio (23/9/2019), "What to do about a weight loss plateau", medicalnewstoday, Retrieved 28/9/2020. Edited.