ما هي التغذية العلاجية أو العلاج بالتغذية الطبية؟

يعود مصطلح التغذية العلاجية (بالإنجليزية: Medical Nutrition therapy) إلى تقديم خدمة التغذية الصحية لبعض الذين يُعانون من أمراض أو حالات صحية معينة، وقد بُنيت الأسس الخاصة بالتغذية العلاجية على عدد من الأبحاث والدراسات حول معرفة العلاقة بين نظام الأكل، والتغذية، وأثرها في الحالة الصحية، ويتم العلاج بالتغذية الطبية أو التغذية العلاجية من خلال متابعة أخصائي تغذية مُسجل ومُعتمد لنظام الأكل، وتغذية المريض سواءً في المستشفى، أو من خلال زيارات في عيادات خارجية، بعد موافقة الطبيب المسؤول عن المريض.[١]


ما هي الأمراض التي تحتاج إلى تغذية علاجية وكيف يتم ذلك؟

تُعدّ التغذية العلاجية أو العلاج بالتغذية الطبية مهمة وذات مفعول كبير في تحسين العديد من الحالات المرضية، وتقليل خطر حدوث أيّ مضاعفات أو آثار جانبية لها، ومنها ما يأتي:[٢]


التغذية العلاجية لأمراض الكلى

بسبب ما قد تؤدي إليه أمراض الكلى من مضاعفات، مثل؛ ارتفاع مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الدّم، وانخفاض في مستويات الحديد، وضُعف في صحة وقوة العظام، وقد تصل إلى الفشل الكلوي؛ فإنّه يجب الحرص على اتباع النظام الغذائي الذي يحتاجه المريض، وبالتالي قد ينصح أخصائي التغذية المريض بتقليل الاستهلاك اليومي للبروتين، والصوديوم، والبوتاسيوم، والفسفور، وأحياناً من الممكن تقليل استهلاك بعض السوائل، بالاعتماد على شدة المرض، والمرحلة التي وصل إليها المريض.


التغذية العلاجية لأمراض القلب

تشمل أمراض القلب جميع الاضطرابات التي قد تحصل له أو تؤثر في عمله، مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، وتكون تخثرات في الشرايين، وعدم انتظام في نبضات القلب، وقد وجدت العديد من الدراسات أنّ للتغذية العلاجية دورًا في تقليل فرص حدوث الأمراض القلبية من خلال التقليل من مستوى الكوليسترول الضار في الدم، والسيطرة على ضغط الدم، وقد ينصح أخصائي التغذية باتباع نظام نباتيّ غنيّ بالخضراوات والفواكه، ويحتوي على كمية أقل مما يأتي:

  • الدهون المشبعة.
  • الصوديوم.
  • الكوليسترول.
  • الأغذية التي تُسبب التهابات في الجسم كالسكريات، والكربوهيدرات المُصنعة، والدهون.


التغذية العلاجية للسكري

تعدّ التغذية العلاجية مهمة لمرضى السكري سواءً من خلال وضع خطة ونظام غذائي يتبعه المريض من قِبل أخصائي التغذية، أو من خلال إعطائه النصائح التي تُساعده على السيطرة على مستوى السكر في الدم، وتقليل خطر حصول مُضاعفات صحية ناتجة عن السكري، مثل؛ ضعف النظر، أو أمراض القلب، أو الفشل الكلوي.[٣][٤]


وقد وجدت الدراسات أنّ تطبيقها على مرضى السكري من النوع الأول يساهم في تقليل معدل السكر التراكمي بما يتراوح بين 0.3 إلى 1%، وعند مرضى السكري النوع الثاني بانخفاض يتراوح بين 0.5 إلى 2%، كما تُساعد التغذية العلاجية النساء الذين يُعانون من سكري الحمل على السيطرة على مستوى السكر في الدم، وتقليل خطر حدوث مُضاعفات، وتشمل التغذية العلاجية لمرضى السكري؛ السيطرة على كمية الكربوهيدرات التي يتناولونها، بالإضافة إلى التحكم في الحصص المتناولة.[٣][٤]


التغذية العلاجية لأمراض الجهاز الهضمي

حيث إنّ العديد من أمراض الجهاز الهضمي، مثل؛ أمراض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، والقولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، وغيرها، قد تُسبب سوء في التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition)، وضعفاً في امتصاص المغذيات، وفقدان في الوزن، وقد وجدت العديد من الدراسات أنّ للتغذية العلاجية دوراً في تقليل أعراض أمراض التهاب الأمعاء كمرض الكرون (بالإنجليزية: Crohns disease)، حيث ينصح أخصائي التغذية المريض باتباع نظام منخفض الألياف، أو نظام نباتي يتميز بارتفاع كمية الخضراوات والفواكه المُستهلكة، وانخفاض في كمية اللحوم الحمراء.[٥]


التغذية العلاجية للسمنة

قد يحتاج الذين يُعانون من السمنة خاصة السمنة المفرطة للتغذية العلاجية؛ لتقليل فرص حدوث أي مضاعفات صحية قد تنتج عن السمنة، مثل؛ السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وأمراض الكبد، والعقم، وغيرها، لذا قد ينصح أخصائي التغذية بتجنب تناول بعض المأكولات، وتناول بعضها الآخر، بالإضافة إلى التحكم بالكمية التي يتم تناولها، ومن الجدير بالذكر أنّ المتابعة المستمرة مع أخصائي التغذية، تُقلل فرص حدوث آثار جانبية التي قد تنتج عن انخفاض سريع ومفاجئ في الوزن مثلاً.[٦]


متى يحتاج المريض إلى التغذية العلاجية؟

كما ذُكر سابقاً، فإنّ الطبيب المسؤول عن حالة المريض هو الذي يُقرر ما إذا كان من الضروري مراجعة المريض عند أخصائي التغذية العلاجية أم لا، حيث إنّ هذه العملية لا تُعدّ ضرورية في جميع الحالات، فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يتناول طعامه بشكل طبيعي، ولا يُعاني من سوء في التغذية، فقد لا يحتاج إلى التغذية العلاجية، لذلك عند دخول المريض المستشفى يحدد الطبيب المسؤول بمتابعة وضعه التغذوي، وفي حال وجود أيّ مشاكل لها علاقة بالتغذية تكون هنالك الحاجة للتغذية العلاجية.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب Lauren Panoff (18/2/2020), "What Is Medical Nutrition Therapy? All You Need to Know", healthline, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Medical Nutrition Therapy", cdc, 1/2/2021, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Diane M Reader (30/12/2007), "Medical nutrition therapy and lifestyle interventions", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  4. Natasha Haskey, Deanna L. Gibson (9/3/2017), "An Examination of Diet for the Maintenance of Remission in Inflammatory Bowel Disease", ncbi.nlm.nih, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  5. "Medical Nutrition Therapy for Weight Loss", hopkinsmedicine, Retrieved 8/3/2021. Edited.